كثيرة هي الصور الانسانية التي تحفل بها سجلات دائرة صندوق الزكاة والصدقات. تلك الصور قد تكون ممزوجة بالاسى والدموع وتارة أخرى بأمل لاينقطع وبرضاً تام بحكم الله وقضاءه
نقف اليوم على احدى اكثر الصور صدقا وانسانية، انها الحاجة ليلى تلك الارملة المسنة التي تآلفت مع امراض الجسد المتعب لتحيا بروح ملؤها الايمان بالله وبقضاءه وبقلب عطوف على الفقراء والمحرومين لتقف مع الكثير منهم رغم مكابدات الفاقة والعوز
ونحن في ضيافتها كنا نستشعر معاني السفر العظيم للاية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم " ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة " نعم, الايثار ان تكون كالحاجة ليلى بلا معيل وتسكن في مساحة 11 متر فقط وتأوي نازحين ضاقت بهم الدنيا, بل واكثر من ذلك ان تتقاسم معهم مايجود به الطيبون من صدقات.
ورب سائل يسأل مالغرض من نشر مثل هذه الصورة؟ الغرض ياسادة ان المرض هذه المرة قد تمكن من الجسد المتعب للحاجّة, ذلك الداء الخبيث الذي يخشى الناس مجرد ذكر أسمه. ذلك ما دعانا لزيارتها يوم الخميس المصادف 5/10/2017 في مسكنها بمنطقة راغبة خاتون والاطمئنان على صحتها أولا ولايصال راتبها الشهري الذي خصصته لها دائرة صندوق الزكاة ثانيا وذلك هو عمل موظفي الدائرة في السعي على الارامل والمحرومين دون تعب اوكلل
ونحن اذ تركناها مودعين لم تغب صدى كلماتها عن مسامعنا اذ قالت " صحيح قد يكون مرضا خبيثاً وبرغم كراهته قد يكون ارحم بي من بعض ذوي القربى من قاطعي الرحم